الاثنين، 15 يونيو 2009

أين الرجال5.... من الإذن المشدد في المساجد إلي الإختلاط المستهتر في كل مكان

-->أين الرجال5....
من الإذن المشدد في المساجد >>إلي الإختلاط المستهتر في كل مكان

الحمد لله، والصلاة والسلام علي رسول الله.. وبعد:

انطلاقاً من القاعدة الأصلية للنساء من القرار في البيوت.. ثم انطلاقاً من رجولةِ الصدر الأول والتي كانت تدفعهم دفعاً لصيانةِ نسائهم وأعراضهم في البيوت ومنعهم من الخروج..


يأتي هذا الاستثناء من الشريعةِ محفوفاً بحراسةٍ مشددةٍ من الأحكام، من تدبرها علم روح الشريعة الغراءِ في مسألةِ خروج المرأةِ من بيتها.. ورأي الفجوة الشاسعةِ بين
غيرة القرون الخيرية.. واستهتارِ القرون الغثائية..



وأول ما نتأمله هنا هو "نص التبويب" في صحيح مسلم:


باب خروج النساءِ للمساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لا تخرج مطيبة..


وتأمل هذا الشرط جيدا..


ثم ساق أحاديث البابِ، ونأخذ منها حديث عبد الله بن عمر حيث يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
(لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها)..


أتري السياق الذي يفهم منه أن رجولة القومِ كانت دافعة لهم لمنع نساءهم حتي من أشرفِ بقاع الأرض؟.. وأنّ هذه البقاع خُصت بالاستثناء من المنع، واشترط فيها الإذن؟


قال الإمام النووي رحمه الله: (هذا وشبهه من أحاديث الباب ظاهر في أنها لا تمنع المسجد بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث، وهي :
ألا تكون متطيبة
ولا متزينة
ولا ذات خلاخل يسمعُ صوتها
ولا ثياب فاخرة
"ولا مختلطة بالرجال"


ولا "شابة" ونحوها مما يفتتن بها


وألا يكون في الطريق ما يُخافُ به مفسدة ونحوها) أهـ رحمه الله
شرح صحيح مسلم جـ4/120 طـ المنار


وبعد أن رفعنا رؤوسنا إلي سحاب الأحكام الشرعية.. نعودُ فننكسه خاسئاً إلي وحل الولاجات الخراجات اليوم..
لنري البون الشاسعِ بين شريعةٍ تمنحهن استثناءً للذهاب إلي المساجد، محفوفاً بشروط العفة.. ثم هُنَّ يتسابقن إلي المتنزهات وإلي (المولات) وإلي التسكع في الطرقات.. بل وإلي أماكن المجون من قاعات الأفراح والحفلات والتي تجمعُ ملعوني الدياثةِ بملعوناتِ التبرج..


ثم ارجع البصر كرتين لينقلب بمزيدٍ من حسرته، من ضياعِ هذه الشروط التي اشترطت في أشرف البقاع..
فبين تبرج العري إلي تبرجِ الزينة ولو في الحجاب إلي الثياب "الفاخرة" – أي الملفتة- إلي اختلاط لا يكاد يخلو منه مكان إلي أن جل الولاجات الخراجات من الفتايات التي لا يخاف منهن الفتنة، بل هُنّ الفتنة ذاتها من لحم ودمٍ بعد أن تعرين من أحكام الشرع ومن حيائهن..


ثم آخر شرط الذي اشترطه أهل العلم بناءً علي الأحاديث وقواعد الشريعة في المسجد: (ألا يكون في الطريقِ ما يُخافُ به مفسدة).. ولا يقولُ بتوافرهِ إلا من أعمي الله بصره وطمس بصيرته..


فإن اشترط هذا في المسجدِ وعلي الاستثناء من القاعدة الأصلية وهي القرار.. وإن كان تخلف هذه الشروطِ مانعٌ من المسجد.. فما الظنّ بغيره؟؟!


ولكنها كلماتُ عليٍ رضي الله عنه: أما تستحيون؟ ...أما تغاروووون؟



فإن كانت النساءُ بلا حياءٍ والرجالُ ديايثةٌ بلا غيرةٍ فلا عجب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ثمّ ننتقلُ بعد ذلك إلي مزيدٍ من التدابير الوقائية التي استخدمها النبي صلي الله عليه وسلم مع أشرف الخلقِ بعد الأنبياء (الصحابة).. وفي أشرف البقاع (المساجد).. وفي أشرف الحالات (الصلاة التي تنهي عن الفحشاء والمنكر)


قال أبو دواد في سننه: (باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة) .. ثم ساق حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا سلم مكث قليلاً، وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساء قبل الرجال"
ورواه البخاري أيضاً وفيه: قال ابن شهاب: (فنري والله أعلم لكي ينفذ من ينصرف من النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم) البخاري


قال الحافظ: ( وفي الحديث كراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلاً عن البيوت)
فتح الباري 2/392


وعن أسيد الأنصاري، أنَّه سمعَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وهو خارجٌ من المسجِدِ، وقد اختلط الرِّجالُ مع النِّساء في الطريقِ، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:" اسْتَأخِرْنَ؛ فإنه ليسَ لكنَّ أن تَحْقُقْنَ الطريقَ؛ عليكُنَّ بِحافَّاتِ الطريقِ ". فكانت المرأةُ تَلتَصِقُ بالجدارِ؛ حتى إنَّ ثوبَها ليتعلَّقُ بالجدارِ من لصُوقِها به
تحققن الطريق: أي تمشين في وسطه
والحديث رواه أبو داوود من حديث أسيد الأنصاري رضي الله عنه وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم 929.
يقول المودودي رحمه الله: (ولكن المصالح الإجتماعية لا تقتضي أيضاً أن يختلط الرجال بالنساء في المسجد،
لذلك رخص الشارع للنساء في اتيان المساجد ولكنه لم يأمر الرجال أن يبعثوا نساءهم إلي المساجد أو يحملوهن إليها،
وإنما اكتفي ببيانِ أنهن إن آثرن لأنفسهن أدني الدرجة من الصلاة، وهي التي يصلينها في المسجد علي أفضل صلاتهن ناحية البيت فاستأذنكم في الأمر فلا تمنعوهن.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعرف جيداً روح الشرعِ.. ففهم حكمة الشارع في أقواله هذه جيد الفهم، فقد جاء في موطأ الإمام مالك أن كانت عاتكة بنت زيد زوج عمر بن الخطاب تنازعه دائماً في هذا الأمر. كان عمر لا يحب لها أن تحضر المسجد، ولكنها كانت تُصرُّ عليه. فكان إذا استأذنته يعمل بالأمر النبوي بدقة، فيسكت ولا ينبس ببنت شفة, كأني به يريد بهذا السكوت أن لن آذن لكِ إلي المسجد. فتقول عاتكة : والله لأخرجن إلا أن تمنعني –أي تصرح بالمنع- ولكنه لا يمنعها)
الحجاب صـ317-318
وقال القاضي عياض رحمه الله: (فقد أمرنا – النبي صلي الله عليه وسلم- بالمباعدة من أنفاسِ الرجال والنساء، وكانت عادته صلي الله عليه وسلم مباعدتهن لتقتدي به أمته) أهـ
شرح النووي جـ14/316
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويقول المودودي رحمه الله: (صفوة القول أن خروج المرأةِ من البيت لم يحمد في حالٍ من الأحوال، وخير الهدي لها في الإسلام أن تلازم بيتها كما تدل عليه آية: (وقرن في بيوتكنُّ) دلالة واضحة).. إلي أن يقول: (وليس الإذن بخروجهن منه -البيت- إلا رخصةً وتيسيراً فيجب ألا يُحمل علي غير معانيه ومقاصده)..الحجاب ص235-ـ236
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثُم نختمُ هذا الاستثناءِ بالخروجِ إلي المسجدِ بأثر أمنا عائشة رضي الله عنها، وما أفقهها وأعرفها بشريعة ربنا وبسنة نبينا صلي الله عليه وسلم
فعن سليمان عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم تقول: لو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم رأي ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما مُنعت نساء بني إسرائيل، قال: فقلت لعمرة: أنساء بني إسرائيل منعن المساجد؟ قالت: نعم..
صحيح مسلم رقم 445 جـ4/121
وكلامُ عائشة رضي الله عنها في الإذن للنساء بالمساجد، وما ظنكم ما أحدثت نساءُ الصحابةِ في عهدها؟.. أويقارنُ بحالٍ من الأحوالِ بما أحدثته الولاجاتُ الخراجاتُ في عصرنا؟
أولو يعلمِ النبي صلي الله عليه وسلم ما أحدثنه في عصرنا: أكان يأذن لهن في الخروجِ من البيتِ بعد أن أخبرت عائشة عن استحقاق نساء عصرها للمنعِ حتي من المساجد؟؟


ولا زلنا نبعثُ بصيحاتِ عليٍ رضي الله عنه فيمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد:


أما تستحيون؟؟


أما تغاروون؟؟

هناك 12 تعليقًا:

ايومي يقول...

جزاك الله كل الخير,
صياغتك للموضوع وتدرج حلقاته رائع فعلا
وكلماتك حقا قوية جدا لانها تحدثنا عن امر من امور الشرع القاطعة فلذا فهي تستمد قوته منه ويزيد قوتها تلك الادلة الصادقه التي استشهدت بها
اسال الله ان ينفعنا بماكتبت
وان ترفعك حسناته للفردوس الاعلى
واساله سبحانه الا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

ريمان يقول...

ما شاء الله


رائع بجد

الله يفتح على حضرتك

طبعا حتى خروج المراه للمسجد لازم بشروط


تحياتى لك

من أجل التمكين يقول...

جزاكم الله خيرا

ننتظر البقية

-

القلم السكندري يقول...

أيومي

جزانا وإياكم

ونسأل الله أن ينفعنا بما نقرأ ونكتب
وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه

وبورك مرورك

تحياتي

القلم السكندري يقول...

ريمان

جزاكم الله خيراً
وطبعا حتي الخروج للمسجد بشروط كما ذكرها النبي صلي الله عليه وسلم في أحاديث الصحاح

دمتِ بكل خير

وشكرا لمرورك الطيب

القلم السكندري يقول...

من أجل التمكين

جزانا وإياكم

وأشكر متابعتك الطيبة

تحياتي

د/على خميس يقول...

السلام عليكم
أنا نمت و انا قاعد
فهقرأ بكرة إن شاء الله
أنا قلت بس أسلم علشان لقيتك طلعت من الماسنجر
تقبل تحياتى

بحب كل الناس يقول...

ماشاء الله
وكنت اتمنى ان يصل هذا البوست لدعاه حقوق المراءة

جزاك الله كل خير على هذا البوست

القلم السكندري يقول...

dr aly khamis

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ونحن بانتظار عودتك يا دكترة


ولكن.. أين القصيدة؟؟


ولك موفور التحية

القلم السكندري يقول...

بحب كل الناس

وأنا أتمني أن يصل فقط إلي نساء المسلمين ورجالهم دون عن الدعاء علي أبواب جهنم "حقوق المرأة".. فوالله لو لم يجد خؤلاء من سفهاء المسلمين من يتبعون سننهم لماتت دعوتهم منذ زمن

شكرا لمرورك الكريم

تقبل تحياتي

الثـــــوران يقول...

بارك الله فيك

القلم السكندري يقول...

وفيك أخي الحبيب