"تُحْفَةُ التلفيين"
* *
أُسائِلُ قوماً بعُمْر الجدودِ
ثلاثونَ عاماً لبذرِ الوعودِ
منابِرُكُم صدعتنا سنيناً
فماذا غرستم، وأينَ الحصيد؟!
* *
فقالوا : هزمنا سيوفَ الجهادِ
سلقناهُ بالشاتماتِ الحدادِ
رفعنا الطواغيتَ فوقَ الأعادى
فصاروا لنا خير عونٍ ودود
* * * *
نُسَالِمُ من حاربوا ديننا
نُقَبِّلُ أقدام حُكامنا
وأما الخوارجُ عن دربنا
ففوقَ الخوازيق دوماً قُعود
* * * *
فقلتُ: وأين حقوقَ الجليل؟
وهديُ الرسول.. أليس السبيل؟
فقالوا: الهُدى في اتباع الشيوخِ
وعن هديهم نحنُ لسنا نميل
* * * *
وقالوا: تسوَّل حقوقَ الإلهِ
فاللشعبِ حقٌ.. له ما اصطفاه
وللقصرِ إنّا نُذِلُّ الجباه
لنحفظْ معاشاً، وعُشباً.. وباه
* * * *
وقالوا: تسوَّلْهُ بالانتخابِ
فمن حادَ عن ذا الطريقِ فخاب
وحاذر فإن الجهادَ دمارٌ
وحاذر فإن الجهاد خراب
ورُدَّ رصاصَ العِدَى بالبُكاء
ورُدَّ رصاص العدى بالدعاءِ
فإنا نُصاوِل بالانتحابْ
* * * *
وقالوا: عليكَ بهديِ الحبيب
فما الدينُ إلا
نساءٌ وطيب
وما الفقهُ إلا
بِطُهْرِ اللباسِ ِ
فأتقن عُلومَ النسا والنفاس
وسَبِّح شيوخكَ قبل الغروبِ
عن كل انتقاصٍ أو حتى الذنوب
* * * *
ولا تسمعنَّ لداعِ الجهادِ
وحتى وإن داهمتك الأعادي
فسائل شيوخَ النساءِ القعودِ
لفقه الحيوضِ وعِلمِ الثريدِ
عن نقضِ الوضوءِ بمس الزناد
شيوخُ الطواغيتِ هم خيرُ هاد!
* * * *
وإنا دُعاةٌ.. لنارِ الخلودِ
هُداةٌ
إلى ذا العذاب الشديد
إمامةُ فرعون نبراسُنا
تُسائلُ عنا.. فهل من مزيد؟
***
نسألُ الله العافية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق